نختبر في حياتنا مواقف عديدة ، نظن أننا بذلنا خلالها غاية وسعنا ، وأن (القبول) نتيجة حتمية لذلك ، لكن هذا الأمر لا يحدث ، وفي لحظة ما ، نجد أنفسنا في مواجهة لكلمة غاية في القسوة ، ولا تتسق مع أحلامنا الرقيقة (مستبعد )،ولك أن تقرأها ساعتها كـ(مستبعد عن أمنية أو حلم أو نتيجة مرجوة) .
في تجربتي الصغيرة مع الرفض كان بوسعي ، أن أشعر بحدة تلك الكلمة ، كسكين حادة الشفرة ، ومتأهبة لنحر صبري وأمنياتي ، في المرة الأولى ، علقت الكلمة ككرة شوك في حنجرتي ، أذكر أنها لليالٍ عدة ، كانت تخدج كلماتي ، وتشرخ صوتي ، ظننت لوهلة أنني أختنق بها ، ولا أعرف السبيل لدفعها خارج صدري،ولأن الألم يختبر صبرك ، ويدرب قدرتك على التعاطي الأمثل معه ، كان أن جعلت قضية الرفض بين طرفين ، كلاهما أنا..!
أجلست حلمي المخذول ، بإزاء الجزء المتهاون داخلي ..! قلت للحكم بينهما ! بيني وبين نفسي ! :
(لم يخذلك يا حلم ، إلا أنا..!) .
ومن باب الاعتذار للأذى الجسيم الذي ألحقته بحلمي ، أقسمت أمامه : أن لا أخذله مرة أخرى .
استطاع هذا القسم أن يربت على قلبي ، أن يمد يد حانية وشفافة ، لينتزع كرة الشوك من حنجرتي ، لقد تعافيت منها ، من الرفض الأول تحديداً ، وتعرفت إلى سلاح غاية في النجاعة -على الأقل بالنسبة لي- :
(لا تلم إلا نفسك ..! لا ضليع عداك !)
في المرة الثانية ، كنت أظن أنني بذلك غاية جهدي ، كي لا أخذل الحلم ، لكن الأمر لم يك كما خططت له ، ثمة رفض آخر ، وبذات الحل الأول جابهت الثاني ، وأقسمت للمرة الثانية ، أن أضاعف الجهد أضعافاً كثيرة ..!
هكذا أظن أنني توصلت لدواء نافع في كل أزمة (رفض) :
لو اجتمع هذا العالم ، على سلبك أمنياتك ، وكنت أنت معها ، لم يضروك بشيءٍ إلا ما قد كتبه الله لك ، وإياك أن تقف على ناصية الحلم وتقاتل ، تاركاً ناصية قلبك للخيبة ..!
قِف على ناصية قلبك ، وقاتل ..!